أن يطعن الجماهير لاعب مغمور لا يستحق ذكره ولو بخبر صغير في إحدي الصحف الرياضية فهذا أمر عادي لكن أن تتعرض الجماهير لطعنة من لاعب طالما تغنت باسمه علي مدار 12 عامًا وساعدته كثيرًا ليصل إلي ما وصل إليه من مجد وأحسن حارس في أفريقيا للمرة الثانية علي التوالي، فتلك هي الطامة الكبرى
فقد استيقظت جماهير الأهلي صباح الخميس علي خبر نزل كالصاعقة عليها وهو هروب حارسهم" السد العالي" كما كانوا يطلقون عليه، إلي سويسرا للتعاقد مع نادٍ لم يسمع به أحد من قبل
فالحضري ارتكب خطأ لا يتناسب تماما مع تاريخه كونه أصبح قدوة للكثير من الشباب في الصلابة والتحدي والوطنية، قد يكون هذا مقبولاً من لاعب صغير السن كما فعل أحمد حسام مع الزمالك وهو في سن السابعة عشر من عمره، وشيكابالا ، وأحمد مجدي مع الأهلي وقتها لم يهتم أحد بالأمر لأنهم لازالوا صغار السن، أما أن يأتي من لاعب بلغ الخامسة والثلاثين وهو قمة المجد وأصبح محبوبا من جماهير مصر كلها وليس من جماهير الأهلي فقط هنا صدمت الجماهير صدمة كبيرة لم يصدم مثلها منذ زمن بعيد
فالخبر نزل كالصاعقة، ولم يكن أخف وطأة من خبر وفاة لاعبهم محمد عبد الوهاب قبل عامين، بيد أن الفرق هنا شاسع، فالأول باع جماهيره وتاريخه، رغم تقدمه في السن، من أجل حفنة دولارات، هي خيانة محت كل المعاني والقيم، وكان جزاؤه أن أنزلته الجماهير من علي القمة إلي أسفل سافلين، فيما لا يزال الثاني الذي رفض بيع ناديه، رغم حداثة سنه، رغم أن بطاقته مملوكة وقتها لنادي الظفرة الإماراتي وتمسك بحب الجماهير فرفعته الجماهير إلي القمة ولا يزال ذكره طيبًا حتى الآن ويكفي أن من يسمع اسمه حتى الآن يقول" يرحمه الله"
ونعود للتساؤل الذي أرق الكثيرين، لماذا أقدم الحضري علي ما فعله؟
قد يجيب الحضري ويقول: إن حلمه الاحتراف الخارجي، يقول حلمه وهو في سن الخامسة والثلاثين، قد يكون هذا حق مشروع، إذن فلماذا جدد عقده مع الأهلي الصيف الماضي" بمحض إرادته " ولمدة ثلاثة سنوات وبقيمة عقد فاقت ما يحصل عليه نجم الفريق محمد أبو تريكه بكثير رغم أن الأخير تأتيه العروض الحقيقية ومن أندية معروفة للجميع، لكن هناك فرق !
ولماذا جدد ثلاث سنوات؟ لما لم يجدد سنة واحدة مادام حلمه الاحتراف خاصة وأنه كان يعرف أنه مقدم علي بطولة أفريقيا في يناير الماضي وهي سوق كبير لعرض اللاعبين الراغبين في الاحتراف
هل سيجد الحضري من يرقص له بسويسرا
إذا كان حلمك الاحتراف والذي من أجله ستضحي بقيمتك في مصر والأهلي فلتكن التضحية تستحق ولكن أن تضحي بكل هذا من أجل نادً يحتل المركز الثامن في الدوري السويسري المكون من عشرة أندية ومهدد بالهبوط لدوري الدرجة الثانية، وجماهيرته لا تتعدي الألفي مشجع وشهرة الأهلي في أوروبا تفوقه بكثير فهذه حماقة!
قد يقول قائل: إن اللاعب خرج من جحيم الأهلي خاصة وأنه برغم نجوميته الهائلة لا يعامل كبقية اللاعبين بدءًا من سحب شارة الكابتن منه قبل ثلاث سنوات، وأنه يتعرض لاضطهاد من المدير الفني للفريق مانويل جوزيه
هذا التساؤل لن أرد عليه لكن الذي يرد عليه هو الحضري ذاته فاللاعب تحدث قبل عشرة أيام عن جوزيه وقال بالحرف الواحد" إن مانويل جوزيه مدرب علي مستوي عال ويستاهل من وجهة نظري" وجهة نظر الحضري" أن يتولي تدريب منتخب البرتغال لأنه حقق للأهلي بطولات كثيرة، ونحن نريده معنا في النادي الأهلي ولا يغادر"
هذا ما قاله الحضري بنفسه عن مانويل جوزيه فهل تغير الكلام بين عشية وضحاها!
ثم أنه يردد أنهم يسلبونه حقه في شارة الكابتن، وهو أحسن حارس في أفريقيا ولطالما حقق للنادي الكثير من البطولات، وأنا سأسأله سؤالاً، لماذا لم تثر هذا بعد بطولة أفريقيا عام 2006 ويومها كانت البطولة بمصر وكنت سببًا رئيسياً في الفوز باللقب ونلت لقب أحسن حارس في أفريقيا بل وبعدها بأسبوع واحد أتيت بلقب كأس السوبر للأهلي؟
ثم إذا كنت تريد الاحتراف فلماذا لم تخاطب إدارة ناديك وتخبرهم بأنك تريك الاحتراف ولن تلعب، وكان من الممكن أن تظهر تعاطف الرأي العام معك بإظهار تعنت إدارة النادي في تحقيق حلمك بالاحتراف كان الكل وقتها سيقف معك، لكن بما فعلته قضيت علي تاريخك
هل فكر الحضري فيما أقدم عليه
وهذا ما أكده مانويل جوزيه عندما قال" الحضري خدع الجميع، خدع جماهيره ، خدع الجهاز الفني ، خدع مجلس الإدارة، وأضاف" الحضري يملك الكثير من المال، وإذا كان قد سعي وراء المال، فقد خسر بذلك كل شيء، خسر تعاطف الملايين معه وسيعرف في المستقبل عندما يعتزل الكرة ويتقدم في السن خطورة ما أقدم عليه"
هذا الكلام يأتي من معية مدير فني جاء لمصر للبحث عن المال، بيد أنه تعلم معني الانتماء من النادي الذي قضي بين جدرانه خمس سنوات، هذا الانتماء الذي فقده لاعب قضي بين جدران نادي رفع اسمه وجعله في السماء!!
ولكن يبدو أن مانويل جوزيه كان بعيد النظر عندما منع الشارة من الحضري عندما رفض الجلوس احتياطيًا لإحساسه بأن لاعب كالحضري لا يستحق أن يكون قائدًا للفريق!!
ويبدو أن الحضري لم يحسب حساباته جيًدا حال إقدامه علي هذه الخطوة، فاللاعب ضحي بتاريخه في النادي العريق دون سبب منطقي ومن أجل عقد احتراف لا يليق بكابتن النادي الأهلي وحارس مرمى بطل أفريقيا وأحسن حارس إفريقي
واستند الحضري في قراره لمغادرة الأهلي إلي لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم"الفيفا" التي تمنح اللاعب الذي تجاوز عمره 28 عامًا أن ينتقل لناد آخر شرط أن يكون قد أمضي في عقده عدد محدد من السنوات ويتبقي له في مدة هذا العقد عامين.
ولكن فات اللاعب أن المادة تنص علي أن اللاعب ينبغي أن يكون قضي من مدة عقده سنتين، وهو ما لم يتم في عقد الحضري حيث قضي سبعة أشهر فقط، وأن يتبقي في عقده سنتين أو أقل في حين أن عقد الأهلي معه ممتد لصيف 2010
ثم إنه كان ينبغي علي اللاعب أن يبلغ إدارة ناديه برغبته في الرحيل بخمسة عشر يومًا وهو ما لم يتم، إذن فإن تعاقد اللاعب مع النادي السويسري باطلاً ، وعندها هل يتوقع اللاعب أن يجد النادي الأهلي فاتحًا له أبوايه مرة أخري!
في النهاية، أكد اللاعب أن النادي الذي تعاقد معه من الأندية الكبيرة، وسأعرض تاريخ النادي السويسري لنعرف ما إذا كان ناديًأ كبيرا بقيمة النادي الأهلي أم لا
الفريق احتل المركز الثاني في الدوري السويسري العام الماضي و يحتل حاليآ المركز الثامن من أصل عشرة فرق تتنافس في الدوري السويسري ولقي عشرة هزائم و خمسة تعادلات وستة إنتصارات في 21 مباراة لعبها الفريق في الدوري الذي يلعب على ثلاثة مراحل.
إنجازات الفريق:
لقبين دوري سويسرا عامي 1992 و 1997
عشرة مرات بطل كأس سويسرا أعوام 1965، 1974،1980،1982،1986،1991،1995،1996،1997 و أخيرآ عام 2006
أي كل ألقاب الفريق تاريخيًا مجموعها لا يقارب ما حصل عليه الحضري من ألقاب في تاريخه مع الأهلي وهو ما تعدى الـ 16 بطولة.
أوروبيًا شارك الفريق مرتين في كأس الأبطال أو الشامبيونز ليج أعوام 1993 و 1998 خرج في المرة الأول من الدور الأول بعد خسارته ذهابآ و إيابآ أمام جلطة سراي 4-1 و 4-1 و في المرة الثانية خرج على يد أف سي بورتو البرتغالي بتعادل في سيويسرا 2-2 و خسارة في البرتغال 4-0
و شارك في كأس الإتحاد ثمانية مرات أعوام 1974، 1985،1987،1990،1995، 1998،2007 و في العام الحالي حيث خرج أيضآ عبر غلطة سراي بخسارة 5-1
موضوع: الحضرى اشترى الرخيص بالغالى 
الأربعاء مايو 14, 2008 2:47 pm
